قصة خيالية ( حاصد القمح)

الصحراء القاحلة
تمتد على مدى البصر برمالها الذهبية و أشعة الشمس التي تحولها إلى جحيم مميت
و لكن على الرغم من ذلك , أنطلق سائق الدراجة وسط ذلك الموت بسرعة كبيرة
متجاهلاً الحرارة و الجفاف الشديدين
كان شخصاً غريباً على كل حال
و لا يبدو عليه أنه يشعر بكل الظروف المحيطة به على الرغم من الملابس الجلدية السوداء و الخوذة المعتمة
فظل على وضعه ذلك مدة طويلة
حتى وصل إلى حدود مدينة بالغة الضخامة
مبانيها الشاهقة تدل على تطور عمراني جيد
و السيارات التي تجاوزها يميناً و يساراً كان تدل على تقدم تكنولوجي لا مثيل له
حتى وصل إلى مبنى كبير يرتفع إلى سبعون طابقاً
فأوقف تلك الدراجة أمام المدخل بكل وقاحة متجاهلاً السيارات التي خلفه و التي تطلق المنبهات
أقتحم المبنى بهدوئه المثير للريبة و ذلك السيف الذي يحمله في يده
و قف أمام موظف الاستقبال دون أن ينتزع خوذته
فقال الموظف بتعال : ماذا تريد ؟
أتاه صوتاً مكتوماً من تحت الخوذة يقول : ( ميلر ).
قال الرجل : و من تكون لتطلب لقاءه بهذه البساطة ؟
قال : حاصد القمح .
فور سماع الرجل لهذا الاسم , قفز بسرعة و ذعر نحو زر إطلاق جرس الإنذار
و تركه
و عندما أنطلق جرس الإنذار , تراجع الرجل بسرعة و هو يصوب مسدسه نحوه
ثم قال برعب لا متناهي : أيها الكابوس
كان من المفترض أن تأتي في الليل .
قال بهدوء : ليس بالضرورة
فمن المعروف عني أنني أحب أن أفاجئ أهدافي .
ثم أنتزع سيفه .....
..... و أعاده مكانه مرة أخرى
بهذه السرعة التي تقرأ فيها الكلمات
تجمد الرجل مكانه بعد ذلك بعينان مرعوبتان متألمتان
ثم قال ببطء و بصوت متحشرج : هذا ...... مستحيل .....
ثم سقط كتفه من على صدره بعد ذراعيه
و انطلقت نافورة الدماء تصبغ الجدار الخلفي بلونها الأحمر
ألتفت إلى القادمين الجدد ببطء مستفز
كانوا ثلاثين تقريباً
و لكنهم أصيبوا بالرعب عندما رأوا ما أصاب رفيقهم
فقال أحدهم بذعر كبير : إنه حاصد القمح .
ثم هربوا مسرعين و متناسين عملهم الذي يقتضي إحباط أي محاولة لاقتحام المبنى
و لكن يبدو أنه أرعبهم كثيراً
تقدم بخطوات بطيئة نحو المصعد حتى توقف أمامه
فأستل ذلك السيف ليمزق الباب به
ثم أعاده مكانه
ثم خطى داخله
نظر إلى الأعلى ليرى المصعد و هو يهبط
فقفز مستنداً على الجدران المتقاربة إلى الأعلى
حتى أخترق المصعد ليجد نفسه بين ستة رجال يحملون السلاح الثقيل
فلم يدخر جهداً
و قضى عليهم بسيفه فقط
أعاد سيف مكانه بعد أن صنع فتحة في السقف باستخدامه
فقفز عبرها ليفعل كما فعل من قبل حتى وصل إلى الدور السبعون
فمزق بابه ليعبر من خلاله إلى الدور الأخير
فكان في استقباله فريقاً مطوراً من المسلحين بالأسلحة المتطورة
فقال بكل هدوء : أهذا كل ما تمكنت من جمعه من أجلي يا ميلر ؟
أجابه صوت رجل من خلف الرجل يقول بتوتر : أيها القاتل اللعين
لماذا أتيت الآن ؟
قال : من أجل المفاجأة .
ثم أنقض على المسلحين بسرعة لم يدركوها ليمزقهم كما فعل بغيرهم
حتى وقف أمام الرجل السمين الذي جثا على ركبتيه و هو يقول برعب شديد : أرجوك لا تقتلني .
قال : يجب أن أفعل
فأنت غبي .
ثم فعل ما فعل مع موظف الاستقبال
فسقط الرجل نصفين فوق بحر دمائه
قال بهدوء و هو يستدير نحو المصعد : يا لك من خنزير عفن
لا تستحق ما كنت سأفعله بك .
فغادر المكان كله بكل هدوء
صعد على دراجته النارية التي تجمع ما بين طراز السباق و طراز الصحاري و الرمال
ثم أنطلق بها تاركاً المكان للشرطة التي أتت بعد مغادرته و اختفائه بثانية واحدة